معلومات عامه عن العلم العربي

لم تعن أمة من الأمم بالعلم عناية العرب والمسلمين به, ولا غرابة في ذلك فقد جعل الإسلام من طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة. ولقد برع العرب, بخاصة, في علم الطب وعلم الفلك وعلم الرياضيات وعلم الكيمياء وعلم البصريات وعلم الجغرافيا. وأعظم الأطباء العرب, بلا استثناء, أبو بكر الرازي الذي تعتبر رسالته في الجدري والحصبة أقدم رسالة في موضوعها. ويليه في المنزلة ابن سينا صاحب <القانون> وهو موسوعة طبية ظلت تدرس في أوروبا حتى القرن السابع عشر. والعرب أول من أنشأ الحوانيت لبيع الأدوية, وأول من أسس مدرسة للصيدلة, وكان يفرض على الصيادلة والأطباء, منذ عصر المأمون والمعتصم, اجتياز امتحان خاص. فإذا جئنا إلى علم الفلك وجدنا أن إسهام العرب في هذا الحقل يبزإسهام أي شعب آخر فيه, وتتجسد هذه الواقعة في المصطلحات والأسماء الفلكية المستخدمة في مختلف اللغات العالمية وكثير منها عربي النجار. ومن أعظم علماء الفلك العرب البتاني وابن باجة والبيروني والكاشي وابن طفيل. ولا تقل مآثر العرب في علم الرياضيات عن مآثرهم في علمي الطب والفلك. وبحسبك أن تعلم أن العرب هم الذين طوروا النظام العشري الذي نستعمله اليوم وعنهم أخذ الأوروبيون الأرقام الهندية وسموها الأرقام العربية, كما أخذوا عنهم الصفر أيضا, وأن لفظة Algebra نفسها مأخوذة من كتاب الخوارزمي < الجبر والمقابلة>, وأن الفضل الأعظم في تطوير علم المثلثات Trigonometry يعود إلى العرب; ومن أبرز أعلامهم في هذا الميدان نصير الدين الطوسي وأبو الوفاء البوزجاني. وخطا العرب بعلم الكيمياء خطوات واسعة إلى الأمام. وكان جابر بن حيان, أبو الكيمياء العربية, أول الكيميائيين الذين نادوا بأهمية البحث التجريبي. وفي علم البصريات يحق للعرب أن يفتخروا بابن الهيثم الذي اكتشف عددا من الحقائق في علم الضوء ونهج في دراساته نهجا علميا تجريبيا. وفي علم الجغرافيا أطلع العرب كوكبة من النجوم الساطعة, نذكر منها ابن خرداذبه, والمقدسي, وابن حوقل, والإصطخري, والإدريسي, وغيرهم. ويحسن بنا أن نشير أخيرا إلى أن العرب عالجوا فكرة التطور, وإلى أن لابن خلدون ملاحظات مذهلة في هذا الموضوع (را. الأحياء, علم)